القدس وعكا... البداية
لم تفاجئنا الهبة الجماهيرية التي أقدم عليها شعبنا وأهلنا في مدينة عكا المحتلة، فقد كانت المواجهة مع الصهاينة رسالة قوية للاحتلال الصهيوني أن الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة عام 48 قابض على جمرة الوطن وأنّه لن يتنازل عن حقوقه وثوابته، ولن يقبلَ أنْ تُهان كرامته مهما طال احتلاله ومورس ضدّه التجهيل ومحاولة تهجينه ليكون في خدمة الشعب اليهودي الصهيونيّ، فأهلنا في عكا الذين استعصوا على نابليون الذي لم يفلح في محاصرة المدينة وعاد أدراجه دون أن يحقق أهدافه, كرروا هذه الأسطورة البطولية ضد المحتل الصهيوني الذي أراد أن يمرر عليهم طقوسه فيما يسمى عيد الغفران، فالمضحك في الموضوع أنّ مجرد ركوب فلسطيني لسيارته في عكا يعتبر إثارة لغضب الصهاينة لمخالفته عيدهم المزعوم، ليهاجموه ويعتدوا عليه بالضرب المبرح ما أدّى إلى تداعي أهل عكا لحمايته وانتفضوا على اليهود الصهاينة لتبدأ المواجهات العنيفة.
أمّا المبكي أنّ اليهود غاروا على طقوسهم التي لا أصل لها في حين أنّ أمتنا الإسلامية والعربية لم تثرْها الممارسات الصهيونية العدوانية المتكررة تجاه المسجد الأقصى المبارك الذي وصل بهم الحد إلى شرب الخمر وممارسة الفاحشة داخل باحاته.
والملفت للنظر أنّه في الفترة الأخيرة برزت ظاهرة عمليات الجرافات في مدينة القدس والتي سمّيت بانتفاضة الجرافات، والواضح أنّ السيارة هي الشرارة التي أشعلت الوضع في عكا.
وكأنّ الله أراد للمركبات أنْ تكون عنواناً لمقاومة شعبنا في الداخل, فتلك العمليات في القدس التي قتلت وجرحت الكثير من الصهاينة، وحادثة ركوب السيارة في يوم غفرانهم المزعوم أثارت موجة من الصحوة في صفوف أهلنا في عكا، والحرقة والانكسار في نفوس الصهاينة، هذه الحوادث التي تنتقل ما بين القدس وعكا ربما تكون هي بداية الشرارة في فلسطين المحتلة ضدّ الصهاينة الغزاة ولتكون نقطة الانطلاق بانتفاضة جديدة في حيفا ويافا وتل الربيع، والجليل والنقب، لتكتمل وحدة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال, ورسالتنا إلى أهلنا في فلسطين المحتلة أنّ النصر آتٍ ولا تضعفوا أمام قوة المحتل المادية. فقوّتهم بدأت تنهار وحليفتهم الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بالانهيار، فلنوحّد صفوفنا ولنعمل على استعادة حقوقنا بإرادتنا ووحدتنا وقوتنا.