أعطوا للقدس درهماً
أعطوا للقدس درهماً
كم تشعر القدس اليوم بالملالة والحسرة والغضب من أن أيامها الثقافية تشبه يومياتها الحزينة تحت الاحتلال، فالعواصم العربية لم تفِ بعدُ بما تعهدت به من جعل القدس عروساً عربية في عامها الثقافي، فلم تدخل ميزانيات معظم وزارات الثقافة مخصصات لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية، بل تناقصت ميزانياتٌ عربية أخرى كانت مرصودة – نظرياً- لها، وحتى الهيئات الثقافية والنقابات المتخصصة تعاملت مع القدس على أساس إدخالها في جملة مشروعاتها المعتادة دون مخصصات استثنائية،وبعض الهيئات كانت جريئةً فاستخدمت بعض فوائض الميزانيات السابقة لمشروعات القدس الثقافية.
ثم جاءت ملحمة غزة وكان الدم والدمار فتغيرت الأولويات، وأصبحت غزة هي عاصمة الوقت لحاجتها الماسّة إلى كل دعم ممكن،بينما ظلت القدس عنوان المعركة الكبيرة الماضية والقادمة بلا مغيث،لأنهم ينتظرونها حتى يُسفك دمها كما فعلوا مع غزة .
هل لنا غير الدعوة والمطالبة والرجاء من المؤسسات الثقافية ووزارات الثقافة أن تفعل شيئاً ما،أعطوا للقدس أيها القوم عُشر ما أعطيتموه لعواصم محافظاتكم (لا عواصمكم) ثقافياً،وافعلوا ذلك في أقطاركم أنتم،لكن لا تتركوا القدس وحيدة هكذا،ولا تعلّلوها ببعض المناشط الصغيرة التي تتزين فيها تقاريركم لتقولوا ها قد عملنا ثم يضيع تقصيركم وسط ركام التقارير وملفات الأداء .
الدكتور أسامة الأشقر
المدير العام لمؤسسة فلسطين للثقافة