مشهد تهويدي من فيلم ترويجي للاحتلال
![]() ![]() ![]() ![]() |
أماني السنوار
باحثة في الشؤون الأوروبية وحقوق الإنسانأول ما تبادر إلى ذهننا أن الوزيرة (الاسرائيلية) أرادت استفزاز المسلمين بارتدائها فستان قبة الصخرة، لكن الموضوع أكبر من مجرد استفزاز، فهو مظهر بسيط من مظاهر الرؤية (الاسرائيلية) في التعامل مع القدس.. فعلى سبيل المثال هذه لقطة من فيلم ترويجي يدعو السياح لزيارة القدس أصدرته وزارة الخارجية في ذكرى النكبة، وهو يحرص على تقديم قبة الصخرة كأحد المعالم التي يطلّ عليها الحي اليهودي في البلدة القديمة، إلى جانب عشرات اللقطات لأماكن يهودية وترفيهية..
(إسرائيل) تدرك أنها لا تستطيع إزالة القبة -على الأقل الآن- ولا حجبها عن الزوار بحكم شكلها اللافت وموقعها المطل، فبالتالي تقدم نفسها كراعية للتنوع الحضاري في المدينة المقدسة من جهة، وتعمل على اختلاق تاريخ يهودي مهيمن وطاغي من جهة ثانية، لتقول أن الوجود اليهودي كان منذ الأزل، ورغم كون المسلمين "طارئين" هنا إلا أن "إسرائيل" هي الراعي للتنوع.
جزء كبير من الدعاية الخارجية (لإسرائيل) تبتعد عن الخطاب الديني والسياسي، وتحاول تقديم صورة أكثر "مدنية وليبرالية" (لإسرائيل) حتى تغسل شوائب التطرف وتعالج ارتباط صورتها بالحروب والصراعات، فهي تحاول القول أنها دولة كباقي الدول لها تاريخ وحضارة، وهذا مدخل مهم لفهم طبيعة الكيان والرد على دعايته.