ترمب وإعلان القدس عاصمة لـ "إسرائيل": قراءة في المواقف وخيارات المواجهة
![]() ![]() ![]() ![]() |
مقدمة
أتى إعلان الرّئيس الأمريكي دونالد ترمب القدسَ عاصمةً لدولة الاحتلال في وقت يشهد تراجع المشروع الأمريكي في المنطقة، وتتصاعد فيه مؤشّرات الاتّجاه الرّسمي العربي والإسلامي إلى التّطبيع مع دولة الاحتلال، وفي سياق التّرويج للخطّة الأمريكيّة المعدّة لإنهاء القضيّة الفلسطينيّة وفق ما اصطلح على تسميته بـ "صفقة العصر".
وعلى الرّغم من أنّ إعلان ترمب لا يرتّب بذاته تغييرًا في الوضع القانوني للقدس المحتلّة إلّا أنّه يفتح الباب أمام مجموعة من التّداعيات تبدأ من العمل وفق سياسة فرض الحقائق على الأرض وتحويلها إلى أمر واقع يُلزَم به الطرف "الأضعف"، وتمكين دولة الاحتلال من استكمال مشروعها التّهويدي في المدينة، متسلّحة بالضوء الأخضر الأمريكي. وقد كانت المواقف الرسمية "المعارضة" لإعلان ترمب، على المستوى العربي والإسلامي خصوصًا، مواقف شكليّة عمومًا، لم تقترن بخطوات عمليّة أو بإجراءات فعليّة، ما جعلها أقرب إلى خطابات مدروسة بهدف امتصاص الغضب الشعبي واستيعابه بانتظار أن تهدأ الاحتجاجات في الشارع ويعود الكلّ إلى أشغالهم، وتصل الخطة الأمريكية إلى خواتيمها. ويبقى من الأهميّة بمكان مواجهة هذا القرار ومقاومته وعدم التّسليم به أو الاستسلام له، لمنع تثبيته كأمر واقع، وللحؤول دون ما قد يتبعه من خطوات وتطوّرات قد تُبنى عليه.
المصدر: دراسات باحث، شتاء 2018، العدد 61، ص. 135-160