شذرات من الحركة العلمية في القدس إبان العصور الإسلامية
![]() ![]() ![]() ![]() |
نقدم في هذه الورقة إطلالةً يسيرة على التفاعل العلمي والمعرفي في القدس المحتلة، في سياق تسليط الضوء على أهمية القدس في الحركة العلمية، وهو تفاعلٌ ثريّ يتلاقى مع أهمية المدينة في الإسلام، وموقعها المحوري في قلب بلاد الشام، ما جعل الرحلة إليها والمكوث فيها، جزءًا من الرحلات العلمية التي كانت واحدةً من أبرز مظاهر طلب العلم في الحقب الإسلامية المتلاحقة، إذ زارها العديد من كبار علماء المسلمين من أصقاع الأرض، وتخرج في مسجدها الأقصى نخبة من العلماء في مختلف العلوم الشرعية والطبيعية.
وفي هذه المادة شذرات من الاهتمام المقدسي بالعلوم الشرعية والطبيعيّة، وقبسات متفرقة عن أبرز العلماء الذين نبغوا في المدينة، على اختلاف تخصصاتهم واهتماماتهم العملية، ما يُعيد لنا التأكيد أن المعركة على هوية القدس واحدةٌ من أهم المعارك، فالمدينة التي كانت واحدةً من حواضر العلم والمعرفة في العالم الإسلامي، تم تقزيم دورها ومن ثم محاولة إنهائه بفعل الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، الذي يخنق المدينة وما تمتلكه من مقدرات بشرية وسكانية، ولنؤكد مجددًا أن الدور الحضاري للمدينة يُمكن استعادته إن تضافرت العوامل اللازمة والجهات الراعية، لإعادة القدس إلى سابق عهدها من الأهمية والألق، وأن الإشعاع الحضاري للمدينة هو جزء من هويتها العربية الإسلامية، الحفاظ عليه حفاظٌ عليها.