حي الشيخ جراح ومخاطر التهجير


تاريخ الإضافة الثلاثاء 15 حزيران 2021 - 5:07 م    عدد الزيارات 2049    التحميلات 176    القسم أوراق بحثية

        


 

يخوض الاحتلال معركةً لتغيير الواقع الديموغرافي في المدينة المحتلة، إذ يحاول رفع أعداد المستوطنين القاطنين فيها وفي المستوطنات المحيطة بها، يعمل على خلق حزام من الأحياء الاستيطانية تحيط بمجمل المدينة المحتلة، فمن جهة يعمل على رفع البناء الاستيطاني، في سياق توسعة المستوطنات ضمن حدود بلدية الاحتلال في القدس، ومن جهة أخرى يحاول إنشاء حزامٍ استيطاني آخر يُحيط بالبلدة القديمة ومسجدها الأقصى، لتصبح القدس رهينة حزامين استيطانيين، الأول ضمن حدود البلدية، والثاني يحيط بالبلدة القديمة، وهي خطوات ستمكن الاحتلال من إحداث تغييرٍ مباشر في التركيبة السكانية للمدينة المحتلة، وحصار سكان القدس من الفلسطينيين، وهذا ما يعيق دورهم في الدفاع عن القدس والرباط في الأقصى، ورفع قدرة المحتلّ على استهداف الوجود الفلسطيني برمته.

 

وعلى الرغم من فشل الاحتلال منذ عام 1967 في تهويد المدينة بشكلٍ كامل، وفي إحداث هذه التغييرات السكانية الكبرى، صعد الاحتلال وأذرعه الاستيطانية المختلفة استهدافهم أحياء مقدسية بعينها، عبر الادعاء أنها مملوكة ليهود في حقب تاريخية قديمة، وهذا يسمح للجمعيات الاستيطانية المطالبة بها، لتتحول إلى بؤر استيطانية داخل القدس المحتلة، وتسهم في خلخلة تركيبة المدينة ديموغرافيًا، وفي السنوات الماضية تتصدر قضية أحياء الشيخ جراح شمال البلدة القديمة ووادي حلوة وبطن الهوى في سلوان جنوب البلدة القديمة وغيرهم، قائمة الأحياء المستهدفة استيطانيًا، نتيجة مواقعهم وحضورهم في رفد الأقصى بالمد البشري.

 

وقد شكل حي الشيخ جراح ومستجدات قضيته منذ بداية عام 2021 أبرز قضايا المدينة المحتلة، وتصدرت مستجداته قضايا الأحياء المستهدفة بالتهجير، على أثر صراعٍ قانوني ووجوديّ ممتد لسنوتٍ طويلة، ولكن شره الاحتلال وأطماعه في السيطرة المباشرة على الحي من جهة، وتصعيده استهداف المسجد الأقصى المبارك من جهة أخرى، أدت إلى اندلاع واحدةٍ من أبرز المواجهات الشاملة مع الاحتلال منذ تأسيس دولته قبل 73 عامًا، وخلطت المعركة البطولية مع المقاومة في غزة، والهبة الفلسطينية الشاملة الأوراق على الصعد الفلسطينية والإسرائيلية، وأذنت بانطلاق مرحلة جديدة من الصراع مع الاحتلال على أرض فلسطين.

 

وفي سياق الإضاءة على تطورات قضية الشيخ جراح نقدم في هذه الورقة إطلالة على خلفيات محاولات الاحتلال السيطرة على منازل الحي، وأهدافه الكامنة خلف محاولاته طرد السكان وإحلال المستوطنين مكانهم، وكيف حاول الاحتلال الالتفاف على مستجدات المواجهة، وفتحه قضايا أحياء أخرى محيطة بالمسجد الأقصى المبارك، مع تقديم نبذة حول القضية والثغرة التي استخدمها الاحتلال لاستهداف حياة السكان، والمرور حول الأبعاد الاستيطانية والديموغرافية الكامنة خلف محاولات الاحتلال هذه.

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



ساري عرابي

فلسطين بين حريقين.. كيف يبني الفلسطينيون ذاكرتهم؟

الأربعاء 1 آذار 2023 - 10:33 ص

قبل ثماني سنوات، حرق مستوطنون منزلاً في قرية دوما، شمال شرق نابلس، أودت الحادثة بالعائلة؛ طفل رضيع ووالديه، ليبقى من بعدهم الطفل أحمد دوابشة. من غير الوارد أن يكون لدى الناس اتفاق عامّ على إدراك حقيقة… تتمة »

عدنان أبو عامر

اختلاف الأولويات بين واشنطن و"تل أبيب" حول التطبيع

الخميس 23 شباط 2023 - 10:52 م

في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال ضغوطًا لا تخطئها العين من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للعودة إلى العملية السياسية مع الفلسطينيين، ولو من الناحية الشكلية غير المجدية، فإن الواقع الإقليمي، من و… تتمة »